الجمعة، 6 مايو 2011

زيارتي الثانية للقدس بتاريخ 26-4-2011


القدس ولا سواها نذوب شوقا للقياها ونحطم كل الجدران للصلاة في أقصاها !
عبر المروج الخضراء شددت رحالي إليك ، فذاك نيسان الدافئ يحتضننا كم أنت جميلة يا بلادي !
 وفي الطريق الى القدس جبال مزركشة بزيتون صامد مرابط  وسهول خضراء متموجة مع نسمات الربيع وزهور جميلة بالوان بهية وفي الطريق بيوت متجمعه يسكنها الاغراب يتجمعون على رؤوس الجبال أسائل نفسي :"كيف خسر أجدادي تلك الاراضي  واستوطنها بني صهيون ؟"
نصل الى المعبر حيث يعتقد بني صهيون أنهم اذا اقاموا المعابر وفتشونا سنمل وسنخاف منهم ...لكني بكل ثقة ابتسمت أنا لا أخافكم بل انتم تخافون مني لاني أحمل ايمانا بداخلي : فهي  لنا وانتم راحلون لا محالة عنها .. امتلك ارادة تجعلني اعاود المحاولة لاصل الى أقصاي مهما اشتد حصارها وعلا جدار احاطوها به ".
دوما سنصل وان لم نصل بأجسادنا ستصل أرواحنا ستعانق أقصانا وتمسح الحزن عن قبتنا وتجول في ساحات الاقصى ! ان وصلنها سراً فسنصلها جهراً فذاك وعد الله لنا سندخلها فاتحين منتصرين وتلك سورة الاسراء تشهد .

أجتاز  المعبر وبعد برهة من الوقت أصل باب العامود ، من جديد أنا هنا الحمد لله الحمد لله الذي من علي مرة أخرى جالت بخاطري وانا ادخل الى القدس للمرة الثانية بعد غياب عشر سنوات " ولقد مننا عليك مرة أخرى " صدق الله العظيم

ومن باب العامود عليك ان تمر بحاراتها القديمة كي تصل الى الباحة ووكثيرا ما تعج طرقاتها بالاغراب والسياح كلهم يأتوك من كل بقاع الارض فانت بمثابة حلم لهم، محج لاحلامهم


 وانا اسير اسائل نفسي: أضاقت علينا وحدنا فاستثنيتنا يا كاتب التاريخ كما قال تميم البرغوثي.. لا ،لا تستطيع محو وجودي من هنا فانا هنا ! أجدادي كانوا هنا وتلك شواهدهم تحدثك عن عظمتهم وتثبت انهم كانوا يشعرون بانتمائهم ومحبتهم لها استثنينا يا كاتب التاريخ ولكنك لن تستطيع ان تستثني شيئا مهما .


 نحن من صنعناك يا تاريخ نحن من سطرنا امجادنا هنا وتلك عهدتنا العمرية تشهد ان لا امن ولا سلام الا بوجودنا فيها وذاك جدي صلاح الدين لم يبتسم الا حين فتحها وطهرها!



وصلت الى قبتي أقمت فيها صلاتي وفي المسجد المرواني والأقصى القديم والمسجد الاقصى شعرت بسعادة اجتاحتني وزلزلت احاسيسي تلك هي سعادتي انا اجد ضالتي هنا انا اجد سكوني فيك انت تسكنيني وان لم اسكنك انا افرح لمجرد وصولي اليك أنا اسعد فيك لا مكان بالعالم كله يمكنه منحي تلك السعادة انا متأكدة ومتيقنة اشد اليقين بذلك كيف لا وانت المسرى


 اجل انت المكان الذي اختاره الله سبحانه وتعالى ليسري عن الرسول حزنه بعد ما اذاه أهل الطائف .....أذاك اهل الطائف كثيرا ،احزنوك فداك أرواحنا واباؤنا وامهاتنا يا حبيبي يارسول الله .....فلتأت الى بقعة من السلام والطهارة وتزيل فيها همك.


واكتملت سعادة الرسول بلقيا أحبته اخوته الانبياء الذين سبقوه بحمل الرساله حتى وصلت اليه وها هو يؤمهم بالصلاة فهو سيد الخلق حبيب الرحمان .الان اكتمل بناء البيت وهاهو الرسول يضع اللبنة الاخيرة التي تبقت...
الصلاة الصلاة كانت أخر وصية من الحبيب لنا واذا داهمك أمر يدك الجبال فتذكر أرحنا بها يا بلال بأبي وأمي انت يا رسول الله فالصلاة التي فرضت علينا في تلك الرحلة العظيمة فهي اتصال ما بين العبد وربه وتحقق كل الطمأنينه حينما تستلم حواسك كلها بين يدي الله فلا سعادة تعادل تلك السعادة فما أجمل الرابط الذي ربط ما بين الصلاة ومسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فهما يجمعهما رابط عظيم السعادة التي تشعر  بها والطمأنينة والسلام .
منك عرج حبيبنا الى السماء ولازالت انوار المعراج تضيئ سماك و تزدانين تألقا وجمالا وبهاء.....
 في المعراج لقي حبيبنا المصطفى في كل سماء نبي من الانبياء عليهم السلام لقي سيدنا ادم وسيدنا ابراهيم وحمله لنا السلام واوصانا بذكر الرحمن

ستبقى القدس أميرة لأحلامي وملكة لرؤيتي في الحياة وسأبذل ما في وسعي لاصلها وان وصلتها سرا سأصلها يوما جهرا بإذن الله فذلك وعد الله لنا سندخلها بإذن الله فاتحين منتصرين .