الجمعة، 18 مارس 2011

أمي ما بين الحب والألم


أمي ما بين الألم والحب ...
قال عليه الصلاة والسلام حين سأله احد الصحابة رضوان الله عليهم" من أحسن الناس بحسن صاحبتي" فأجابه عليه الصلاة والسلام الذي لا ينطق عن الهوى:" أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك "....صدقت يا رسول الله !!
 من أحسن من أمي حضناً يضمني؟ من أحسن من أمي قلباً يحتويني بكل أحاسيسي؟ من أحسن من أمي أمضي معها وقتاً من السلام والأمان بعيداً عن هموم الحياة ومتاعبها؟ من أحسن من أمي رأياً حين تضيق الأمور علي؟ من أحسن من أمي أقيم معها صلاتي؟ من أحسن من أمي معلمة تعلمني أطيب الأخلاق ؟ من حسن من أمي يداً تمسح على جبيني حين يشتد علي الألم ؟
أجل فهمتك يا رسول الله فهمت معنى كلماتك يا أستاذي ومعلمي ........سبحان الله الذي منحك القوة يا رسول الله لتكرس حب الأم فينا وأنت فقدت أمك وأنت طفل في السادسة من عمرك بأبي أنت وأمي يا رسول الله !
الآن فهمت معنى قصة سيدنا موسى بمعناها الراقي فمن أرقى من الأم ليذكر شعورها في القران؟ وهي تلقي بموسى في اليم ولا تعلم إلى أين سيأخذه اليم؟ لكن علام الغيوب الرحيم بعباده طمأنها ووعدها أن يرده إليها ويكون من المرسلين.
 ولم يقتصر القران على ذكر قصة سيدنا موسى من أجل أن يصور لنا  أحاسيس الأم بل فهناك أيضا  قصة أم مريم وكم هي رقيقة الآيات وهي تذكر مناجاتها وحلمها بأن تلد من سيحرر المسجد الأقصى ويهبها الله مريم سيدة نساء العالمين أم عيسى عليه السلام  فدعاء أم مريم استجيب بحفيدها عيسى عليه السلام فجاء سيدنا عيسى ليكمل رسالة التوحيد التي بدأها سيدنا موسى فسبحان الله الذي يعلم ما في القلوب.
وهناك الكثير من الآيات القرآنية التي تدعو إلى محبة الأم واحترامها وذكر معاناتها وكم تتحمل من المشقات في سبيل أبنائها.
ولأنه أعظم لقب ولأنه أسمى الكلمات فمن أحق أن يوصفن بهذا اللقب السامي من زوجات الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  (( أمهات المؤمنين )) فهن خير القدوة للمسلمات وهن رمز للعفة والطهارة وينبوع عطاء ومحبة ،  فمن أكثر منهن ضحى واحتمل في سبيل الدعوة رضوان الله عليهن ، فهاهي أمنا خديجة حيناً تزمل الرسول وحيناً تدعمه وتسانده وحيناً تصلي إلى جانبه وفي الشعاب تحاصر معه ويوم الوفاء ينصب خيمته بجانب قبرها لكي يذكرنا بأنها تعبت من أجل هذا اليوم، وتلك أمنا عائشة صاحبة العلم والحكمة ومحدثتنا عن الرسول في بيته مع أهله الرسول الزوج، رضي الله عنكن وجمعنا بكم يا خير النساء ويا أعظم الأمهات .
من أعظم ألما منك والألم اشتق من اسمك.؟يا أمي...
إنها الأم في الأولى وفي النهاية الأم ولا سواها لن نعطيها حقها مهما فعلنا لن نستطيع   أن نشعر بعظم آلمها .
فهناك من تكابد وتحاول فقط من اجل أن تحمل جنينا بين أضلعها  ...........ولا يحصل الحمل فتتراكم الغصات في قلبها مع كل محاولة فاشلة وأحياناً المسكينة لا تيأس وتحاول مرات عديدة دون جدوى .!
وأيضا هناك من تنجح في الحمل لكن تحارب جاهدة كي تحافظ على هذه الروح التي بداخلها حتى لا تفقدها وفجأة يضيع الحلم وتبقى تصبو إلى محاولة جديدة دون أن تيأس!
وأيضا أخريات ينجحن بوضعهن ويرضعنهم  ويكبرن وبعد حين يأخذهم الموت فتحترق قلوبهن ويسكنها الحزن فلا تغادرها ولا تعود الحياة تدب في قلوبهن الحزينة.
فسبحان الله مؤكد أن حكمته وعدله تشملهن والصبر سلاح لهن الإيمان بالله والقدر خيره وشره دواء لقلوبهن الحزينة والرضا غذاء لروحهن فإذا امتلأت قلوبنا بالرضا على قدر الله وتقبل القدر خيره وشره عشنا بطمأنينة نفس فالله سبحانه وتعالى كل أمره خير، ومؤكد أن جرحكن عظيم ولا كل الكلمات تواسيكم سوى كلمات الله عز وجل التي وعدتكم بالجنة والرضوان ان لبستم لباس الصبر .....

أمي يا أول الكلمات ويا أعذب الألحان أمي يا من اشتق من رضاك طريقي ومن محبتك أماني ومن دعائك توفيقي ومن نور عيونك أملا لغدي أمي ! أنا سأبقى دوما إلى جانبكم لن أغادر موطنكم حتى في أحلامي ولا قيمة ليوم لا يبدأ بدعائكم ورضاكم .
اللهم ارزقني طاعتك وبر والدي ما دمت حيا وامتني وانت راض عني ونبيك راض عني وأمي وأبي راضين عني . يا رب