الخميس، 2 يناير 2014

الأندلس ---- جنة الله في الأرض

ثلاثية غرناطة – رضوى عاشور
قبل أن أقرأ تلك الرواية لم أكن أعرف عن الأندلس إلا شيئاً يسيراً واذا ذكرت الأندلس فلا تحضر بمخيلتي  سوى صورة لقصر الحمراء الجميل وصورة لذلك الأمير وهو يبكي عند تلك الصخرة التي تطل على غرناطه وأمه تعاتبه وتقول له إبك مثل النساء على ملك لم تصنه مثل الرجال ...
وابحرت مع رضوى في روايتها ... نحو الأندلس نحو غرناطه وحي البيازين وبيوتها الجميلة وأسواقها الرائعة وحكايات سكانها عشت معهم في بيوتهم واستمتعت بحديثهم ... وحتى أنني حزنت لحزنهم حين حل الاحتلال القشتالي عليهم بكل مآسيه وويلاته .... اما عن الشخصيات التي اختارتها الكاتبة ورمزية كل منها فان اكثر شخصية أحببتها مريم ... تلك البنت البسيطة التي دخلت على بيت ابي جعفر الوراق كنة فعايشت تلك الشخصية بكل تحولاتها منذ كانت طفلة الى أان أصبحت تقارع القشتالين بخفة دمها وحتى أصبحت عجوزاً هرمة يفرحها خبر الثورة في البشرات .... إلى أن توفيت أثناء نزوحهم عن غرناطه .....آه على فراق غراناطه .... لا أدري أكان فراق المكان بالنسبة لهم اصعب أم فراق الدين والتنصر عنوة وحضور قداس الاحد بدل صلاة الجمعة !!!!!!
كنت في قرارة نفسي اتساءل كيف أضاع أجدادي السفوح والجبال وكيف خرجوا من قراهم كيف ضاعت فلسطين كيف استوطن اليهود أرضنا كيف اصبحت القدس أورشاليم ؟؟؟

حين قرأت تلك الرواية وعشت تفاصيل الحكاية وجدت تشابها بين ما حصل لنا وحصل لهم قبل مئات السنين وويحصل الآن في سوريا ...نحن العرب نجيد ضياع المدن والقرى نجيدها بشكل جيد وحتى أننا لا نأخذ العبر والدروس ....
غرناطه ، بالنسيه ، مالقه .... حين تأملت تفاصيل المدن فلم أجدها غريبة علي فحصار مالقه مثل حصار غزة وبغداد وحمص الآن وغرناطه وما حصل فيها يشبه ما حصل للقدس ويحصل في دمشق الآن ...

إن الاندلس جنة الله على الأرض ما يسمى الآن اسبانيا والبرتغال ... تلك الأرض الجميلة التي عمرها أجدادنا يوماً حين فتحها القائدين موسى بن نصير وطارق بن زياد كانت تستحق كل تعبكم أيها القادة العظماء كان هدفكم ليس متاع تلك الارض بل من أجل نشر الاسلام ورفع الظلم عن أهلها بدليل أن أهل الارض احبوكم وجاوروكم وصنعتم معهم حضارة رائعة لازالت شواهدها حتى الآن ومهما حاولوا طمس تلك الاثار فلن ينجحوا .....
قد يكونوا استطاعوا تنصير اهلها بالإكراه في حين أنتم حين دخلتموها لم تفرضوا دينكم عليهم، قد يكونوا فرضوا الذل والمهانة والعذاب على أهلها لمجرد عرقهم العربي في حين أنتم نشرتم عدل وسماحة الأسلام في كل بقاعها ...
هي الاندلس ... وتلك فلسطين ... وسوريا ... حكايات منقوشة فينا للاسف سمعنا عن بعضها عايشنا بعضا منها وسيعايش ابناؤنا البعض الاخر ما لم نضع حدا لتهاوننا في الدفاع عن ارضنا وعن حريتنا والسبيل لذلك ليس سوى بالتمسك بسنة الحبيب والعودة للمنهاج والدستور الذي ارتضاه لنا رب العالمين ليكون لنا منهاج حياة نسعد بالحياة والاخرة معاً




الأحد، 15 أبريل 2012

أحد ... غزوة ... امتحان ... مصيبة كما وصفها القرآن





أحد ..... في صغري ارتسمت لي غزوة أحد  لمعركة خاضها الرسول مع اصحابه ضد قريش وكانت ارض المعركة جبل وقف عليه جمع من صحابة رسول الله وحين رأوا الغنائم نزلوا عن الجبل وعصوا أمر الرسول .... التف خالد بن الوليد عليهم وانقلب نصر المسلمين إلى هزيمة وقتل سبعون منهم .... هكذا مجرد سرد لأحداث السيرة النبوية


في رمضان  عام 2006 أكرمني الله بمتابعة برنامج على خطى الحبيب...... برنامج خطى فيها عمرو خالد على خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أخذنا عمرو خالد أعواما الى الوراء الى زمن الحب الجميل زمن الرسول وصحبه ...فلكأننا شاهدنا رسول الله وحوله الصحابة يتحلقون حوله حلقاً حلقاً فهذا الصديق وذاك الفاروق وصهيب الرومي وسلمان الفارسي ... ينهلون من علمه ويتعلمون هديه ليبنو للعالم أجمل حضارة أسست على التقوى من أول يوم  وهناك من خلف ستار المسجد أمهات المؤمنين يحفظون حديث رسول الله لينقلونه لنا .... عمرو خالد تسلق غار حراء ... حيث كان يتعبد الرسول ويتأمل الكون البديع ... وتسلق غار ثور الذي احتضن الصاحبين .... ورسول الله يطمئن أبو بكر بأن الله معهما .... الهجرة ... غزوة الفرقان ..... و وقف عمرو خالد قريبا من أرض أحد ارض الشهادة والطهر .... وسار عمرو خالد بخطى الحبيب إلى حد النهاية ... وفاة الحبيب المصطفى ... لازلت اذكر أني يومها كنت ابكي وابكي سيموت رسول الله سيموت رسول ...وكانت تلك الآية عزائي  ((وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ( 7 ) )(سورة الحجرات)
رسول الله لن يموت فهو حي بقلوبنا بمحبته ورسالته التي أنارت لنا الكون ....رسول الله يسكن قلوبنا وحلم ملاقاته يراودنا دائما ... حبيبي يا رسول الله ... فداك أبي وأمي وروحي ...

إن من نعم الله علينا أن سخر لهذه الأمة منارات تأخذ بيدها إلى طريق الهداية فعمرو خالد بالنسبة لي ولغيري من الشباب العربي شعلة أمل موقدة تضيء ما حولها يزرع فينا البسمة يحمسنا على الطاعة وتُحفر كلماته في أذهاننا راهن على الشباب دوماً ووجه طاقاته من أجلهم ... فيا رب وفقه هو وجميع الدعاة لما فيه خير وصلاح هذه الأمة التي آن لها أن تستيقظ ليعم السلام جميع أرجاء الكون ...
على إذاعة القران التي ينطلق أثيرها من مدينتي الحبيبة أستمع إلى دروس السيرة النبوية مع الداعية الدكتور راغب السرجاني الذي يحمل رسالة جميله هي أن ينقل التاريخ كما هو دون تزوير أو تشويش ... وكذا عمرو خالد فالسرجاني أيضا يسرد الأحداث كما هي ويذكر العبر والدروس المستفادة من كل موقف من مواقف سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ... واستوقفني مشهد أحد ....

أتعرفون ما هي أحد الحقيقية .... أقرأتم كتاب الله فلقد ذكر ما حدث فيها بالتفصيل ...

أحد ... ليست معركة بين المشركين والمسلمين مثل غزوة بدر التي وصفها القران بغزوة الفرقان بل إن أحد هي معركة بين النفوس ... هي معركة إيمانية خالصة ... تحدد  مدى إيماننا وتأصله في قلوبنا .... نحن جميعا معشر البشر والصحابة كانوا أيضا بشر لكن حظهم الجميل أن جعلهم يعيشون مع سيد البشر .....

أحد وغيرها من غزوات الرسول التي خرج فيها الرسول صلى الله عليه لا باحثا عن غنائم الأرض ولا عن جاه أو سلطان ففي مكة قال عليه الصلاة والسلام لعمه أبو طالب يا عم لو وضعوا الشمس في يمني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته...... بل إن قريش عرضت عليه الجاه والمنصب والدنيا بأكملها ورفض لأنه يريد شيئا واحداً ...... أن يعم التوحيد في أرض الله يريد أن يعلي كلمة الله في جميع أرجاء الكون عليه أزكى الصلاة والسلام ...

خرج الرسول وصحابته ليدافعوا عن أنفسهم من حقد المشركين وغيظهم بعد هزيمتهم في بدر الكبرى واهتزاز صورة قريش لدى القبائل العربية ........ خرج الرسول الله لإعلاء كلمة الحق وخرجت قريش لإعلاء كلمة الباطل ......فأيما الجيشين يا ترى سينتصر ... حتما من خرج في سبيل الله ....

كان الرسول نعم القائد أخذ بالأسباب رتب جيشه واستوفى الشروط للجيش المنتصركما يصفه الدكتور راغب السرجاني وجهزه بما يستطيع لمواجه الجيش القريشي ... و أيما جيش يأخذ بالأسباب ويتوكل على رب العباد سينتصر ....

رأى الصحابة وهم على الجبل غنائم على ارض المعركة وظنوا أن المعركة انتهت !! ونزلوا أرادوا الدنيا ... نسوا الآخرة أرادوا الغنائم ونسو أوامر الرسول عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته بان لا يتركوا الجبل مهما حدث ....

وفعلا  انتصر حب الدنيا في قلوبهم على حب الآخرة وتركوا الجبل .. وانكشف ظهر المسلمين والتف القائد المحنك خالد من ورائهم وانقلبت المعركة على المسلمين .. كلنا يعرف تلك الأحداث طبعا كما حفظناها في دروسنا ... لكن هل تعرفون أن الرسول كاد أن يقتل في احد وسال دمه الشريف في أحد .....
هل نعرف جميعا استبسال أم عمارة وغيرها من الصحابة ليدافعوا عن رسول الله ....
هل تشاهدون صورة الصحابة يحاولون أن يتراجعوا عن حبهم للدنيا ويستبسلون في دفاعهم عن الآخرة فعصيانهم لحظي وانتهى بينما يستمر عصياننا وحبنا للدنيا وشهوتها أمدا ....

بعد المعركة ... والكل مثقل بجراحه ... سيد البشر أيضاً أصيب وكسرت رباعية أسنانه وغرزت خوذته في وجهه الشريف وسالت دماؤه الطاهرة ... سبعون شهيد في سقطوا على أرض أحد صلى عليهم الحبيب المصطفى ودفنوا في أرض أحد ...سبعون صحابي لكل منهم قصة في الفداء سبعون رجل من رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه فارتقوا شهداء فرحين بما انعم الله به عليم من نعمة الشهادة

كان من بين الشهداء سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ... بكاه الرسول عليه الصلاة والسلام وعانقت دموعه الزكية ثرى احد فامتزجت احد بدماء شهداء و ودموع سيد الخلق فازدانت شرفا ....

إذن احد ليست أرضاً عادية نمر عليها في عمرتنا ... ورحلاتنا في الحياة ... فأحد ارض فداء .. ارض طهارة .. ارض انتصر فيها الحق على الباطل في نفوس المسلمين ....

احد فازت أيضاً بشي آخر هو من نصيبنا نحن معشر المسلمين الذين نؤمن بسيد الخلق حبيبنا المصطفى ولم نراه لكنه كان يحبنا ... فقبل وفاته زار أحد وشهداءها وبكى شوقاً    ......  فسأله الصحابة لم يبكي  أعلى الشهداء الذين فازوا بالجنان؟؟؟؟ .. فقال لهم انه يبكى شوقاً ... يالله .....أينا يذوب شوقا حين يسمع أن رسول الله بكى شوقا لنا ولم يسمينا صحابة بل سمانا إخوانه ..... حبيبي يا رسول الله .....


يا ترى لماذا أحد هي المكان الذي عبر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام عن شوقه لنا .... ربما لأنه حين ننتصر على أنفسنا وشهواتنا حين ينتصر حب الآخرة في قلوبنا على حب الدنيا حينها فقط نكون إخوان للرسول ونستحق شوقه ....


يا رب اجمعنا مع حبيبنا على الحوض واجعله يتلقانا فرحا مسرورا

يا رب ارزقنا طهرا في نفوسنا وحبب الآخرة لنا واجعلنا نسير على درب سيد البشر وصحبه رضي الله عنهم جميعاً

يارب ارحم شهداء احد وشهداء المسلمين في كل مكان وأكرم أمة حبيبك المصطفى بالنصر على أعدائها
 

السبت، 24 ديسمبر 2011

حين أتذكرك .....

تلك هي كلمات بسيطة غير موزونة سجلتها في لحظات اشتياقي لأختي الغالية فداء.....



  • الخامس والعشرون من شهر كانون الأول لعام 2011 ثلاث سنوات مرت على رحيل شقيقتي فداء... فعلا الأيام دول وتكرر فقبل ثلاث سنوات دخلت أمي المشفى على اثر وعكة صحية وكنت معها ولحقت بنا أختي فداء إلى المستشفى وضمتني ضمة قوية لكأنها تعتذر مني كيف تركتني في هذا الموقف وحدي !
    وأصرت حينها على ملازمة أمي خلال فترة علاجها وبقيت معها ثلاثة أيام في المستشفى وبعد شهر تقريباً فداء تمرض ونظن انه مجرد مرض عادي ولكنها ما تلبث تتعب أكثر وأكثر أجرينا لها فحصا للدم وتبين أنها مريضه بادئ الأمر لم يخبرنا أبي ما بها وظننت انه مجرد مرض ما في الدم وستتعافى منه ولكن كان الوضع يوحي بان هناك شيئاً ما اكبر قرر أبي السفر بفداء إلى الأردن لمحاولة علاجها واصريت حينها على أن أرافقهما ....كم فرحت أنها ستسافر إلى الأردن كانت تحب السفر كثيراً إلى هناك ... 
    ودعت فداء نابلس بوداع حزين وكانت عيونها تودع جميع أهلها ... وفي الطريق همس أبي في أذني وقال لي الوضع صعب جداً يا بنيتي لم تسمح لي مخيلتي الطفولية أن استوعب خطورة ما نحن مقدمين عليه كنت أظنها أزمة وسنخرج منها وصلنا عمان وأودعنا فداء مستشفى هناك متخصص وتم إعادة التحاليل لها.. هناك سألتني ما بي قلت لها لا تخافي انه مرض عادي وستشفين منه فهي لم تعرف ما بها ورحلت دون أن تعرف ..... لحد الآن لا اعلم كيف بقيت صامدة ولم انهار فالموقف الذي كنت فيه صعب لكن الله سبحانه وتعالى أمدني بالعزيمة والصبر فله الحمد والشكر.

    كل دقيقة كانت تمر لازالت مسجلة في ذاكرتي متتابعة وحتى النهاية ..... جميع لحظاتها أوجاعها لازالت تسكنني ضحكاتها لازالت تفرحني كم احمد الله أن دبر لي أن أكون معها تلك اللحظات رغم قساوتها لكنها لحظات غالية جداً غبطتني عليها نور الصغيرة وأمي... وبعد يومين من وصولنا إلى عمان تعبت فداء كثيراً وتوقف قلبها وخرج أبي من عندها ليخبرني أنها فارقت الحياة .........
    لأول مرة في حياتي أتذوق مرارة الموت إنه لسعة تحرق القلب وتبقى غائرة في قلوبنا مهما مضت الأيام .....
    وضمني أبي بكل ما في قلبه من حزن وألم وحنان.... اصريت على أن ادخل لأودعها دخلت غرفتها فإذا هي مسجاة على السرير وآثار المرض والإعياء اختفت منها بدت كعروس في خدرها قبلت جبينها وخرجت بعد أن طبعت لها صورة أخيرة في مخيلتي واشتممت المسك منها ليبقى عبقه في قلبي مهما مضت الأيام ....

    عدت في صباح اليوم التالي بحزني إلى نابلس ولحقت بي فداء نعشاً وصلت إلى البيت فوجدته مليئاً وفي وسطه أمي ... ضمتني بحرقة كانت تلبس لباس السكينة والصبر ذلك فضل من الله سبحانه وتعالى أن من علينا بذلك الصبر والتجلد على هذه المحنة التي أصابتنا .....

    أمي بقيت تلبس لباس الحزن فهي فقد بنية عمرها ،فقدت ابنتها الكبرى وأول فرحتها ... ومن ما خفف علينا مصابنا حرب غزة التي أشعلتها إسرائيل بعد يوم واحد على وفاة شقيقتي فالحرب أتت على ما في غزة من بشر وشجر وبيت ودمرته وفي تلك اللحظات تذكرت حديثا دار بيني وبين فداء (سألتها ذات يوم إلى أي مكان في العالم تحبين الذهاب فردت علي إلى غزة أنا تعجبت منها وقلت لها إلى غزة !!! لحق أهل غزة بك شهداء يا فداء ... )
    كم اشتاق إلى حضنك الدافئ والى ابتسامتك الساحرة كم اشتاق إليك يا  أختي .........
    اشتاق إلى أن ترافقيني لحظاتي 
    اشتاق إلى أن تمنحيني دفئاً ومحبة من قلبك الصافي 
    اشتاق إلى أن اشعر أنني صغيرة إلى جانبك .....

    اشتاق إليك واعلم أن لا لقاء هنا مجدداً في هذه الحياة الفانية ولكني اسأل الله أن يجمعني بك في داره الآخرة بصحبة حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم .

    اليوم يمر ثلاث سنوات على رحيل فداء... اليوم أمي في مراحل علاج صعبة من مرض صعب لكن فداء ليست معها لتلازمها لتخفف عنها... لكني أنا إلى جانبك يا أمي لا زلت هنا والى جانبك ومعك سأبقى أمدك بالعزيمة والصبر لكي نمر من هذه المحنة أنا مستيقنة ستشفين يا أمي بإذن الله . 

الخميس، 17 نوفمبر 2011

نصر من الله عسى أن يكون فتحاً قريبا


وفاء الأحرار
هي نصر من الله أولا وأخيرا هذا ما علينا أن نستيقنه فالله هو مدبر الأمور ومسيرها فله الحمد والشكر عالم الغيب والشهادة فشباب غزة حين اسروا شاليط كان الله معهم وكما قال الله تعالى ((وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى )) وكان معهم حين حافظوا عليه أسيراً لخمس سنوات وكل استخبارات إسرائيل وأجهزتها لم تستطع أن تعلم مكانه وخرجت صحفها يوم الصفقة تقول الشعب الفلسطيني يجب أن ينحني لثلاثة شبان من غزة ابقوا على شاليط خمس سنوات في الأسر !!!

وفاء الأحرار هي ملحمة جديدة سطرها شعبي بكل أطيافه للملأ قد يقول البعض إنها معركة لأحد الفصائل لكنها للجميع بلا استثناء فعملية اسر الجندي الإسرائيلي بحد ذاتها وإبقائه تعد ملحمة مهمة عززنا فيها سقوط القناع عن الكيان الصهيوني الذي ظل ولعقود يعتبر نفسه قويا ومحصنا تشارك فيها كل أبناء غزة تحملوا لأجلها الرصاص المصبوب على رؤوسهم وبيوتهم ظلوا صامدين رغم كل الجراح  غزة العزة غزة التي نسبت إلى هاشم جد النبي عليه الصلاة والسلام فظلت محافظة على عزتها وصمودها رغم كل الجراح والدمار والحصار .

يخرج ألف أسير فلسطيني من السجن مقابل جندي واحد تلك معادلة شغلت الجميع فكيف للكيان الصهيوني الذي قام على اغتصاب الحريات وشلالات الدماء أن يوزن إنسانا من لدنه بألف من لدنا قد تكون نزعتهم التي يعتقدون أنهم شعب الله المختار من يقودهم لذلك الاستعلاء أو قد يكون اعتقادهم بأهمية الإنسان في المجتمع فهم رغم اختلافهم لكنهم يظهرون منسجمين للعالم على العكس منا فما إن بدأت المناصب تلوح بالأفق حتى شرعنا بحرب ضروس في ما بيننا سفكنا الدماء أزهقنا الأرواح وشغلنا عقول الشباب بمعارك لا علاقة لهم بها  ولم نبقي حتى على صلة الأرحام في سبيل المنصب وشاهدنا العالم بصورة مزرية مشتته .

وتلك معادلة لا توزن بتلك المعادلة التي وزنها عمر بن الخطاب حين بعث لعمرو بن العاص  مددا بعشر رجال وقال له إن الواحد منهم بألف فبذلك أصبح مجموعهم عشرة آلاف فلكل وقت معادلته الخاصة التي تؤثر على مكونات المعادلة !

لحظات الإفراج كانت أعراس عمت أرجاء الدنيا ابتهجت الضفة وغزة معا فمنذ زمن لم يجمعهم الفرح ومصر كانت عريفا للحفل بضمانها للصفقة فمصر اليوم ليس مصر الأمس وهذا ما تستيقنه إسرائيل ويستيقنه العالم كله !

لكل أسير قصة وحكاية سطرها بالليالي التي كان يعدها وهو ينتظر الفجر فجر الحرية وشمس تذيب القيود من حول المعصم وتفتت جدران السجن.... شمس آن لها أن تشرق...........


هي كانت بين الجموع ترقص على الدبكة الفلسطينية وتزغرد فرحا سألوها يا حجة من خرج لك اليوم قالت بغصة القلب ودموع تسللت على وجهها لا احد!!!! وأولادي وأحفادي لا زالوا سجناء!!!  لكن كل الأسرى أولادي لا أتعجب فهي أم فلسطينية !!!


وذاك من كثرة الأيام وتعاقبها وفرحه بضمة والده نسي وسأل عن أمه فقال له والده يا بني إنها توفيت فبكى وأبكى الجميع أمي توفيت قبل أن ترى ذاك اليوم !
لكل منهم حكاية ولكل منهم قصة ولكن جميعهم يحملون نفس الحلم أن تشرق الحرية على موطن السلام وأن تتحرر زهرة المدائن جميعهم ظهرت غصة على قلوبهم وكشفتها وجهوهم إخوانهم الذين لا زالوا في الأسر يعانون من ظلم واستبداد الاحتلال فلقد تمنوا أن يشاركوهم اليوم فرحة الحرية جميعاااا  .

تحية لكل أسرى الحرية تحية لكل من ضحى بوقته وحريته في سبيل وطن يعشق الحرية تحية لكل الأبطال الذين خرجوا واكبر تحية لكل الأبطال الذين لا زالوا في سجون الاحتلال ينتظرون فرجا من الله ونصر قريب وتحية لأهل غزة على صمودهم J

الاثنين، 10 أكتوبر 2011

الحمد لله أنني مسلمة :)



من أين تولد زهور الأمل في قلوبنا ؟؟وكيف لعيوننا أن تبصر بريق الضياء في أشد لحظات الظلام؟؟؟، كيف تجد نفوسنا سكينة في مواطن الدنيا المتعبة وأرواحنا تستكين باستسلام وسط كثير من الآلام!!!!.
إنها بصمة أو علامة أو نعمة ليس الكل يظفر بها، إنها الإيمان بالله الخلاق العظيم الذي خلق الكون وسخره لنا نجوب دروبه ونعيش مواطنه نستمتع بالشروق ونحزن للغروب تستكين أرواحنا في الحدائق الغناء وتستطيب مسامعنا لأناشيد الطيور.
كم احمد الله أنني موحدة اعبد الله وحده  كم اشعر بالسعادة أن أموري بيد الخلاق العظيم كم أنني محظوظة أن منَ الله علي أن أولد مسلمة لأبوين مسلمين.
فعلا كما قال جدي عمر بن الخطاب نحن قوم أعزنا الله بالإسلام، لقد كرم الله سبحانه وتعالى  أبونا آدم عليه السلام واسجد الخلائق له سخر الكون لنا لنستوطنه ونعمره  وهدانا لسبيله الحق وارسل الرسل مبشرين وهادين للبشرية وأهدانا خير الكتب القران الكريم ليكون لنا منهاجاً ودليلاً لنفوز بدنيانا وأخرتنا ،فما بال أقوام من البشر  يسجدون لما سجد لأبيهم ادم وكيف يغمضون عيونهم ويغلقون عقولهم كي لا يروا طريق الحق والهداية  ......
كم أشعر بالحزن حين أراهم يضلون عن طريق الحق إنها الإنسانية التي فُطرنا عليها  هي ما يدفعني لهذا الشعور ! كم أحن لأرى الأرض كما كانت زمن الرسول والصحابة والتابعين عدل وصدق وأخلاق وحضارة وإحسان ......
قبل عامين شاهدنا شاباً شارك بأحد برامج تلفزيون الواقع كان مسيحياً وكان ظاهراً عليه التعب والإرهاق النفسي وبعد فترة توفي نتيجة حادث سير ،كم أحزنني أن أشرعة الإسلام لم تصل إليه كم ألمني أنه لم ير أنوار الإسلام في نفقه المظلم الذي كان يؤرقه......
لم يخلقنا إلا لنعبده ربنا سبحانه وتعالى شكور ودود يحب عباده أحن علينا من أمهاتنا أعد شريط حياتك ومرر كل المواقف التي مررت بها ستجد أن لطف الله سبحانه وتعالى يغلفها ....

انظر إلى أزهار اللوز تتفتح في أبرد اللحظات فتكون بهية جميلة تأسرك برقتها ودفئها رغم برودة الطقس ومع ذلك فهي رقيقة جداً سرعان ما تحملها نسمات الريح بعيداً وتبقى صورتها راسخة في قلوبنا رمزا للفرح وسط آهات الأحزان فسبحان الله الخلاق العظيم .
كثيرة هي أحزان الحياة وآلامها لكن إذا ملأت قلبك بالسكينة والطمأنينة وإذا أحسنت الظن بالله وسلمته أمورك  ستشعر براحة كبيرة.......
فالحمد لله على نعمة الإسلام
حدثوا الناس عن نعم الله عليكم قد تكون تلك من أبسط الأمور لنشر الإسلام وعدله ليعم أرجاء الأرض العدل والإحسان فلقد ظمئت الأرض كثيرا...............

رب ارزقني لسانا شاكراً وقلبا طائعاً مملوءاً بحسن الظن فيك يااااااااااااارب  

الخميس، 29 سبتمبر 2011

لا تظنوا بالله إلا خيراً



أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام أن نحسن الظن بالله وأن نستيقن الإجابة حين ندعو ، كثيرا ما نسمعها لكن لا نتذوق طعمها إلا حين نجربها مذاقها لذيذ جداً صدقوني حين تشتد الدنيا عليك حين تجد أن لا ملجأ لك إلا الله ولا باب إلا بابه اذهب إليه بكل خشوع وادعوه وطوع قلبك على انه يجيب دعوة المضطرين وسيجيب دعوتك لأنه سبحانه وتعالى هو من يجيب الدعوة لا سواه وفي كتابه قصص إجابة الدعاء عديدة لان من أسمائه سبحانه وتعالى المجيب :(((فلنعم المجيبون ))

سبحانه مالك الملك أمره بين الكاف والنون ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى لنعمر أرضه ونعبده ونوحده بكل حواسنا سمعنا بصرنا وحتى أفئدتنا . الفؤاد مكان ليس محسوس إن وحد الله سبحانه وتعالى فسائر حواسك ستوحد الفؤاد إن استيقن أن الله سيجب دعوتك سائر حواسك تستيقن فتهدأ النفس ويرتاح القلب حتى الأحلام التي تنسجها مخيلتك .
في محنتي الأخيرة مع مرض أمي في بداية الأمر كنت غير مستوعبة مصدومة وكل الذكريات عادت واستوطنتني مرض فداء أيامها الأخيرة وحتى وفاتها ومجرد تفكير صغير بان الأمر قد يتكرر أفقدني السيطرة على نفسي حتى انه أغمي علي حين راجعت أمي الدكتور الذي أشرف على حالة فداء ، حينها شعرت بضعفي ووهني شعرت أنني لا أستطيع أن أرافق أبي في مراحل علاج أمي في الفترة القادمة لأنني سأشكل عبئا عليه هو بغنى عنه لذلك حين سافرت أمي مع أبي لم أصر على أن أرافقهما إلى الأردن.

ولا أنكر أنني شعرت بالندم لأني لم أكن معها وقت أجرت الفحوصات لأنني خفت كثيراً عليها ولكني استجمعت قواي ووجدت انه بما إني لا استطيع مرافقة أمي فعلي أن أكون مع أخواتي وان اقوي عزائمهم وأحاول أن اخف عليهن استمديت قوتي من الله سبحانه وتعالى لجأت إليه دعوته كثيراً وعودت فؤادي على إن يستيقن إن الله سيستجيب لي وحتى أنني صرت أتخيل إن أمي معي وستشاركني اسعد لحظات حياتي سيحفظها الله كما حفظ سيدنا يوسف وسيردها لنا كما رد سيدنا موسى وسيستجيب لنا كما استجاب لسيدنا نوح وإبراهيم وأم مريم .

عادت أمي إلينا وبحمد لله لكن أمي لم تشفى تماما وهي بحاجة إلى العلاج سنكون معها دوما بأذن الله وبإذن الله ستشفى أمي

اللهم احفظ أمي واتمم شفاها واجعلني سترا لها ولأبي من النار

اللهم آمين 

الاثنين، 25 يوليو 2011

رمضان يطل من جديد




رمضان قادم .........

شهر الخير والمغفرة والإحسان على الباب ينتظر ليدخل علينا فهيا افتحوا بوابات قلوبكم واخرجوا منها ما علق من رواسب وذنوب .......
هيا بنا نطهر نفوسنا حتى يدخل علينا رمضان وننهل من فيضه الإيماني.
رمضان زائر خفيف الظل لا يلبث أن يأتي بالمغفرة إلا ويودعنا بالعتق من النار وقد أفلح من كتب له العتق فيه
رمضان وليلة من خير الليالي تضاعف الحسنات وتمسح الذنوب وتعتق الرقاب.......
 يالله  كم أنت رحيم بنا سبحانك يا من تهب لنا كل هذا الخير العظيم سبحانك ...

رمضان فرض جميل افترضه الله علينا كل عام ! لكنا فرضنا على أنفسنا فيه ما يصرفنا عن الهدف من فرضه علينا !
فرمضان هو شهر للاستزادة من كل خير والخير الذي اقصده روحي وجسدي ومادي لا كما يروجه البعض الاستزادة من العائدات بترويج مسلسلات وبرامج هابطة ، حينها يأتي رمضان ويذهب دون أن نشعر فيه !

الرسول عليه الصلاة والسلام خير قدوة لنا ، لم لا نقتدي به ونحاول أن نصوم كما صام الرسول عليه الصلاة والسلام ؟؟؟
فهاهم الصحابة رضي الله عنهم اقتدوا بالرسول وفازوا برضا من الله سبحانه وتعالى فكانوا خير تلاميذ لخير معلم :)
أكثر ما يعجبني بالصحابة أنهم أناس عملين يعني مش دراويش زي ما يروج لهم المستشرقين والدليل على ذلك أنهم كانوا في رمضان على سبيل المثال يحضروا أدعية معينه ويركزوا عليها طول رمضان حتى لا يأتي رمضان القادم إلا وقد جهزوا أدعية جديدة!

والجميل أن رمضان هذا العام يأتي بعد الربيع العربي وصحوة الشعوب العربية ومواجهتها الفساد فبغض النظر عن الصورة الجانبية للثورات العربية فالصورة الرئيسية مشرقة وجميلة .
فلكم دعونا الله أن يعز الإسلام وان نشعر بالحرية والكرامة للشعوب والله سبحانه وتعالى استجاب لنا واستمعوا للغرب كيف ينظر إلى ثوراتنا بكل إعجاب وهو الذي ولعقود لم يعتبرنا موجودون على خارطة الكرة الأرضية .
لماذا لا نوحد دعاءنا هذا العام برمضان من اجل القدس والأقصى ؟
ارض الشام ايضا تأن وهي بحاجة الى دعواتنا فلا تنسوهم ... يارب انصرهم فانهم مستضعفون يارب عليك بالاسد وزمرته فانهم لا يعجزونك يارب فرحنا بنصر ثورة الياسمين يااارب في شهرنا الفضيل 
اللهم يا رب العباد يا من ترزقنا رمضان كل عام ارزقنا الدعاء فيه واستجب لنا يا رب، يا رب احمي أقصانا من غدر اليهود وكيدهم
يا رب احفظ بلاد المسلمين واحقن دماء الشعوب وارحم شهداءنا يا رب العالمين .
يا رب بلغنا رمضان وثوابه وفضل قيامه وارزقنا أن نصومه كما تحب وترضى