الخميس، 2 يناير 2014

الأندلس ---- جنة الله في الأرض

ثلاثية غرناطة – رضوى عاشور
قبل أن أقرأ تلك الرواية لم أكن أعرف عن الأندلس إلا شيئاً يسيراً واذا ذكرت الأندلس فلا تحضر بمخيلتي  سوى صورة لقصر الحمراء الجميل وصورة لذلك الأمير وهو يبكي عند تلك الصخرة التي تطل على غرناطه وأمه تعاتبه وتقول له إبك مثل النساء على ملك لم تصنه مثل الرجال ...
وابحرت مع رضوى في روايتها ... نحو الأندلس نحو غرناطه وحي البيازين وبيوتها الجميلة وأسواقها الرائعة وحكايات سكانها عشت معهم في بيوتهم واستمتعت بحديثهم ... وحتى أنني حزنت لحزنهم حين حل الاحتلال القشتالي عليهم بكل مآسيه وويلاته .... اما عن الشخصيات التي اختارتها الكاتبة ورمزية كل منها فان اكثر شخصية أحببتها مريم ... تلك البنت البسيطة التي دخلت على بيت ابي جعفر الوراق كنة فعايشت تلك الشخصية بكل تحولاتها منذ كانت طفلة الى أان أصبحت تقارع القشتالين بخفة دمها وحتى أصبحت عجوزاً هرمة يفرحها خبر الثورة في البشرات .... إلى أن توفيت أثناء نزوحهم عن غرناطه .....آه على فراق غراناطه .... لا أدري أكان فراق المكان بالنسبة لهم اصعب أم فراق الدين والتنصر عنوة وحضور قداس الاحد بدل صلاة الجمعة !!!!!!
كنت في قرارة نفسي اتساءل كيف أضاع أجدادي السفوح والجبال وكيف خرجوا من قراهم كيف ضاعت فلسطين كيف استوطن اليهود أرضنا كيف اصبحت القدس أورشاليم ؟؟؟

حين قرأت تلك الرواية وعشت تفاصيل الحكاية وجدت تشابها بين ما حصل لنا وحصل لهم قبل مئات السنين وويحصل الآن في سوريا ...نحن العرب نجيد ضياع المدن والقرى نجيدها بشكل جيد وحتى أننا لا نأخذ العبر والدروس ....
غرناطه ، بالنسيه ، مالقه .... حين تأملت تفاصيل المدن فلم أجدها غريبة علي فحصار مالقه مثل حصار غزة وبغداد وحمص الآن وغرناطه وما حصل فيها يشبه ما حصل للقدس ويحصل في دمشق الآن ...

إن الاندلس جنة الله على الأرض ما يسمى الآن اسبانيا والبرتغال ... تلك الأرض الجميلة التي عمرها أجدادنا يوماً حين فتحها القائدين موسى بن نصير وطارق بن زياد كانت تستحق كل تعبكم أيها القادة العظماء كان هدفكم ليس متاع تلك الارض بل من أجل نشر الاسلام ورفع الظلم عن أهلها بدليل أن أهل الارض احبوكم وجاوروكم وصنعتم معهم حضارة رائعة لازالت شواهدها حتى الآن ومهما حاولوا طمس تلك الاثار فلن ينجحوا .....
قد يكونوا استطاعوا تنصير اهلها بالإكراه في حين أنتم حين دخلتموها لم تفرضوا دينكم عليهم، قد يكونوا فرضوا الذل والمهانة والعذاب على أهلها لمجرد عرقهم العربي في حين أنتم نشرتم عدل وسماحة الأسلام في كل بقاعها ...
هي الاندلس ... وتلك فلسطين ... وسوريا ... حكايات منقوشة فينا للاسف سمعنا عن بعضها عايشنا بعضا منها وسيعايش ابناؤنا البعض الاخر ما لم نضع حدا لتهاوننا في الدفاع عن ارضنا وعن حريتنا والسبيل لذلك ليس سوى بالتمسك بسنة الحبيب والعودة للمنهاج والدستور الذي ارتضاه لنا رب العالمين ليكون لنا منهاج حياة نسعد بالحياة والاخرة معاً