الأحد، 15 أبريل 2012

أحد ... غزوة ... امتحان ... مصيبة كما وصفها القرآن





أحد ..... في صغري ارتسمت لي غزوة أحد  لمعركة خاضها الرسول مع اصحابه ضد قريش وكانت ارض المعركة جبل وقف عليه جمع من صحابة رسول الله وحين رأوا الغنائم نزلوا عن الجبل وعصوا أمر الرسول .... التف خالد بن الوليد عليهم وانقلب نصر المسلمين إلى هزيمة وقتل سبعون منهم .... هكذا مجرد سرد لأحداث السيرة النبوية


في رمضان  عام 2006 أكرمني الله بمتابعة برنامج على خطى الحبيب...... برنامج خطى فيها عمرو خالد على خطى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أخذنا عمرو خالد أعواما الى الوراء الى زمن الحب الجميل زمن الرسول وصحبه ...فلكأننا شاهدنا رسول الله وحوله الصحابة يتحلقون حوله حلقاً حلقاً فهذا الصديق وذاك الفاروق وصهيب الرومي وسلمان الفارسي ... ينهلون من علمه ويتعلمون هديه ليبنو للعالم أجمل حضارة أسست على التقوى من أول يوم  وهناك من خلف ستار المسجد أمهات المؤمنين يحفظون حديث رسول الله لينقلونه لنا .... عمرو خالد تسلق غار حراء ... حيث كان يتعبد الرسول ويتأمل الكون البديع ... وتسلق غار ثور الذي احتضن الصاحبين .... ورسول الله يطمئن أبو بكر بأن الله معهما .... الهجرة ... غزوة الفرقان ..... و وقف عمرو خالد قريبا من أرض أحد ارض الشهادة والطهر .... وسار عمرو خالد بخطى الحبيب إلى حد النهاية ... وفاة الحبيب المصطفى ... لازلت اذكر أني يومها كنت ابكي وابكي سيموت رسول الله سيموت رسول ...وكانت تلك الآية عزائي  ((وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ ۚ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ( 7 ) )(سورة الحجرات)
رسول الله لن يموت فهو حي بقلوبنا بمحبته ورسالته التي أنارت لنا الكون ....رسول الله يسكن قلوبنا وحلم ملاقاته يراودنا دائما ... حبيبي يا رسول الله ... فداك أبي وأمي وروحي ...

إن من نعم الله علينا أن سخر لهذه الأمة منارات تأخذ بيدها إلى طريق الهداية فعمرو خالد بالنسبة لي ولغيري من الشباب العربي شعلة أمل موقدة تضيء ما حولها يزرع فينا البسمة يحمسنا على الطاعة وتُحفر كلماته في أذهاننا راهن على الشباب دوماً ووجه طاقاته من أجلهم ... فيا رب وفقه هو وجميع الدعاة لما فيه خير وصلاح هذه الأمة التي آن لها أن تستيقظ ليعم السلام جميع أرجاء الكون ...
على إذاعة القران التي ينطلق أثيرها من مدينتي الحبيبة أستمع إلى دروس السيرة النبوية مع الداعية الدكتور راغب السرجاني الذي يحمل رسالة جميله هي أن ينقل التاريخ كما هو دون تزوير أو تشويش ... وكذا عمرو خالد فالسرجاني أيضا يسرد الأحداث كما هي ويذكر العبر والدروس المستفادة من كل موقف من مواقف سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم ... واستوقفني مشهد أحد ....

أتعرفون ما هي أحد الحقيقية .... أقرأتم كتاب الله فلقد ذكر ما حدث فيها بالتفصيل ...

أحد ... ليست معركة بين المشركين والمسلمين مثل غزوة بدر التي وصفها القران بغزوة الفرقان بل إن أحد هي معركة بين النفوس ... هي معركة إيمانية خالصة ... تحدد  مدى إيماننا وتأصله في قلوبنا .... نحن جميعا معشر البشر والصحابة كانوا أيضا بشر لكن حظهم الجميل أن جعلهم يعيشون مع سيد البشر .....

أحد وغيرها من غزوات الرسول التي خرج فيها الرسول صلى الله عليه لا باحثا عن غنائم الأرض ولا عن جاه أو سلطان ففي مكة قال عليه الصلاة والسلام لعمه أبو طالب يا عم لو وضعوا الشمس في يمني والقمر في يساري على أن اترك هذا الأمر ما تركته...... بل إن قريش عرضت عليه الجاه والمنصب والدنيا بأكملها ورفض لأنه يريد شيئا واحداً ...... أن يعم التوحيد في أرض الله يريد أن يعلي كلمة الله في جميع أرجاء الكون عليه أزكى الصلاة والسلام ...

خرج الرسول وصحابته ليدافعوا عن أنفسهم من حقد المشركين وغيظهم بعد هزيمتهم في بدر الكبرى واهتزاز صورة قريش لدى القبائل العربية ........ خرج الرسول الله لإعلاء كلمة الحق وخرجت قريش لإعلاء كلمة الباطل ......فأيما الجيشين يا ترى سينتصر ... حتما من خرج في سبيل الله ....

كان الرسول نعم القائد أخذ بالأسباب رتب جيشه واستوفى الشروط للجيش المنتصركما يصفه الدكتور راغب السرجاني وجهزه بما يستطيع لمواجه الجيش القريشي ... و أيما جيش يأخذ بالأسباب ويتوكل على رب العباد سينتصر ....

رأى الصحابة وهم على الجبل غنائم على ارض المعركة وظنوا أن المعركة انتهت !! ونزلوا أرادوا الدنيا ... نسوا الآخرة أرادوا الغنائم ونسو أوامر الرسول عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته بان لا يتركوا الجبل مهما حدث ....

وفعلا  انتصر حب الدنيا في قلوبهم على حب الآخرة وتركوا الجبل .. وانكشف ظهر المسلمين والتف القائد المحنك خالد من ورائهم وانقلبت المعركة على المسلمين .. كلنا يعرف تلك الأحداث طبعا كما حفظناها في دروسنا ... لكن هل تعرفون أن الرسول كاد أن يقتل في احد وسال دمه الشريف في أحد .....
هل نعرف جميعا استبسال أم عمارة وغيرها من الصحابة ليدافعوا عن رسول الله ....
هل تشاهدون صورة الصحابة يحاولون أن يتراجعوا عن حبهم للدنيا ويستبسلون في دفاعهم عن الآخرة فعصيانهم لحظي وانتهى بينما يستمر عصياننا وحبنا للدنيا وشهوتها أمدا ....

بعد المعركة ... والكل مثقل بجراحه ... سيد البشر أيضاً أصيب وكسرت رباعية أسنانه وغرزت خوذته في وجهه الشريف وسالت دماؤه الطاهرة ... سبعون شهيد في سقطوا على أرض أحد صلى عليهم الحبيب المصطفى ودفنوا في أرض أحد ...سبعون صحابي لكل منهم قصة في الفداء سبعون رجل من رجال صدقوا الله ما عاهدوا عليه فارتقوا شهداء فرحين بما انعم الله به عليم من نعمة الشهادة

كان من بين الشهداء سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم ... بكاه الرسول عليه الصلاة والسلام وعانقت دموعه الزكية ثرى احد فامتزجت احد بدماء شهداء و ودموع سيد الخلق فازدانت شرفا ....

إذن احد ليست أرضاً عادية نمر عليها في عمرتنا ... ورحلاتنا في الحياة ... فأحد ارض فداء .. ارض طهارة .. ارض انتصر فيها الحق على الباطل في نفوس المسلمين ....

احد فازت أيضاً بشي آخر هو من نصيبنا نحن معشر المسلمين الذين نؤمن بسيد الخلق حبيبنا المصطفى ولم نراه لكنه كان يحبنا ... فقبل وفاته زار أحد وشهداءها وبكى شوقاً    ......  فسأله الصحابة لم يبكي  أعلى الشهداء الذين فازوا بالجنان؟؟؟؟ .. فقال لهم انه يبكى شوقاً ... يالله .....أينا يذوب شوقا حين يسمع أن رسول الله بكى شوقا لنا ولم يسمينا صحابة بل سمانا إخوانه ..... حبيبي يا رسول الله .....


يا ترى لماذا أحد هي المكان الذي عبر فيه الرسول عليه الصلاة والسلام عن شوقه لنا .... ربما لأنه حين ننتصر على أنفسنا وشهواتنا حين ينتصر حب الآخرة في قلوبنا على حب الدنيا حينها فقط نكون إخوان للرسول ونستحق شوقه ....


يا رب اجمعنا مع حبيبنا على الحوض واجعله يتلقانا فرحا مسرورا

يا رب ارزقنا طهرا في نفوسنا وحبب الآخرة لنا واجعلنا نسير على درب سيد البشر وصحبه رضي الله عنهم جميعاً

يارب ارحم شهداء احد وشهداء المسلمين في كل مكان وأكرم أمة حبيبك المصطفى بالنصر على أعدائها
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق